غزلان المديرة العامة
عدد الرسائل : 148 العمر : 39 تاريخ التسجيل : 26/11/2007
| موضوع: مهارات الاستماع و كيفية التدريب عليها الجمعة يناير 04, 2008 2:42 pm | |
| مهارات الاستماع و كيفية التدريب عليها
مهارات الاستماع وكيفية التدريب عليها
عناصر الدراسة : 1 المقدمة : 2 مفهوم المهارة : 3 الفرق بين السماع والإنصات والاستماع : 4 شروط الاستماع الجيد : 5 كيفية تنميتها لدى التلاميذ : 6 أسس تدريس الاستماع : 7 خطوات درس الاستماع : 8 توجيهات في تدريسه : 9 إحصائيات متعلقة بالاستماع :
المقدمة إذا دققنا النظر في مصطلح " القراءة " ، نجده مصدرا قياسيا للفعل الثلاثي" قرأ " ، على وزن " فعالة " لدلالته على " حرفة " ، وإذا تتبعنا استعماله في المعجم اللغوي العربي ، نجده حظي من العناية ، وكثرة التداول والتكرار بما لم يحظ مصطلح آخر . فكلمة اقرأ في حد ذاتها كلمة الاتصال بين جبريل الملك المبلغ عن ربه ، وبين الرسول الكريم محمد بن عبد الله سيد البشرية وخاتم الرسل والأنبياء عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم ، حيث قال تعالى { اقرأ باسم ربك الذي خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم } . وقد تكرر هذا المصطلح بألفاظه المختلفة في القرآن الكريم سبع عشرة مرة مما يدل على عناية الإسلام به وتكريمه له . ومن حق هذه الكلمة علينا كمسلمين ودارسين أن نكرمها ونعتني بها ونعيشها واقعا في حياتنا ؛ لأنها سبيلنا إلى التحضر والرقى والرفعة ، وهى قنطرة الحاضر إلى الماضي ، حيث تنتقل عبرها التجارب والخبرات السابقة إلينا ، وهى البنية الوحيدة التي تستطيع أن تنقل خطانا ثابتة إلى المستقبل المضيء . وعندما نتحدث عن مصطلح " القراءة " في مدارسنا ، ومؤسساتنا التعليمية ، فإننا نتحدث عن قصة هجر وإهمال لهذه الكلمة ، بينما تعد القراءة عند الناطقين بالضاد واجبا مفروضا ، وإحدى وسائل مضاعفة الأجر والثواب ، فكل حرف نقرؤه من كتاب الله الكريم نجزى عليه بعشر حسنات كما أخبرنا الصادق الأمين نبي البشرية عليه الصلاة والسلام . والقراءة في خطتنا الدراسية تحتاج إلى وقفة متأنية ، لمعالجة أوضاعها ، من حيث أقسامها ، ومزايا كل قسم ، ومهاراتها ، وكيفية إكسابها الناشئة . وهى مهارة أساس من ضمن أربع مهارات يقوم عليها البناء اللغوي عند الإنسان ؛ وهى : القراءة ، والكتابة ، والاستماع ، والتحدث . وسوف نفرد بمشيئة الله لكل مهارة محاضرة مستقلة ، وسيكون حديثنا في هذه المحاضرة منصبا على مهارة الاستماع ؛ وذلك حسب التسلسل الذي يسير عليه تعلم اللغة وهو : الاستماع ، ثم التحدث ، ثم القراءة ، ثم الكتابة .
تعريف المصطلحات : 1 المهارة : توفر القدرة اللازمة لأداء سلوك معين بكفاءة تامة وقت الحاجة إليه . كالقراءة والكتابة ، ولعب الكرة ، والسباحة ، وقيادة السيارة وما إلى ذلك . 2 السماع : مجرد التقاط الأذن لذبذبات صوتية من مصدرها دون إعارتها أي انتباه ، وهو عملية سهلة غير معقدة ، تعتمد على فسيولوجية الأذن ، وسلامتها العضوية ، وقدرتها على التقاط الذبذبات . 3 الإنصات : تركيز الانتباه على ما يسمعه الإنسان من أجل تحقيق غرض معين . 4 الاستماع : مهارة معقدة يعطي فيها الشخص المستمع المتحدث كل اهتماماته ، ويركز انتباهه إلى حديثه ، ويحاول تفسير أصواته ، وإماءاته ، وكل حركاته ، وسكناته . من المفاهيم السابقة نستنتج أن السماع عملية فسيولوجية تولد مع الإنسان وتعتمد على سلامة العضو المخصص لها وهو الأذن . في حين يكون الإنصات والاستماع مهارتين مكتسبتين . والفرق بين الإنصات والاستماع : اعتماد الأول على الأصوات المنطوقة ليس غير ، بينما يتضمن الاستماع ربط هذه الأصوات بالإماءات الحسية والحركية للمتحدث .
شروط الاستماع الجيد : لصعوبة مهارة الاستماع ، واعتمادها على عدد من أجهزة الاستقبال ، لا يمكن تحققها إلا بتوفر عدة شروط ، أهمها : 1 الجلوس في مكان بعيد عن الضوضاء . 2 النظر باهتمام إلى المتحدث ، وإبداء الرغبة في مشاركته . 3 التكيف ذهنيا مع سرعة المتحدث . 4 الدقة السمعية التي بدونا تتعطل جميع مهارات الاستماع . 5 القدرة على التفسير ، والتمثيل اللذين عن طريقهما يفهم المستمع ما يقال . 6 القدرة على التمييز بين الأصوات المتعددة ، والإيماءات المختلفة . 7 القدرة على التمييز بين الأفكار الرئيسة ، والأفكار الثانوية في الحديث . 8 القدرة على الاحتفاظ بالأفكار الرئيسة حية في الذهن .
أهداف تدريس الاستماع 1 تنمية قدرة التلاميذ على متابعة الحديث . 2 تمييز التلاميذ بين الأصوات المختلفة . 3 تمييز التلاميذ بين الأفكار الرئيسة ، والثانوية . 4 تنمية قدرة التلاميذ على التحصيل المعرفي . 5 الربط بين الحديث ، وطريقة عرضه . 6 تنمية قدرة التلاميذ على تخيل المواقف التي تمر بهم . 7 استخلاص التلاميذ النتائج مما يستمعون إليه . 8 استخدام التلاميذ سياق الحديث لفهم معاني المفردات الجديدة عليهم . 9 تنمية بعض الاتجاهات السلوكية السليمة ، كاحترام المتحدث ، وإبداء الاهتمام بحديثه ، والتفاعل معه .
مهارات الاستماع قسم التربويون مهارات الاستماع إلى أربعة أقسام رئيسة هي : أولا : مهارات الفهم ودقته ، وتتكون من العناصر الآتية : 1 الاستعداد للاستماع بفهم . 2 القدرة على حصر الذهن ، وتركيزه فيما يستمع إليه . 3 إدراك الفكرة العامة التي يدور حولها الحديث . 4 إدراك الأفكار الأساس للحديث . 5 استخدام إشارات السياق الصوتية للفهم . 6 إدراك الأفكار الجزئية المكونة لكل فكرة رئيسة . 7 القدرة على متابعة تعليمات شفوية ، وفهم المقصود منها .
ثانيا : مهارات الاستيعاب ، وتتكون من العناصر التالية : 1 القدرة على تلخيص المسموع . 2 التمييز بين الحقيقة ،والخيال مما يقال . 3 القدرة على إدراك العلاقات بين الأفكار المعروضة . 4 القدرة على تصنيف الأفكار التي تعرض لها المتحدث .
ثالثا : مهارات التذكر ، وعناصرها كالتالي : 1 القدرة على تعرف الجديد في المسموع . 2 ربط الجديد المكتسب بالخبرات السابقة . 3 إدراك العلاقة بين المسموع من الأفكار ، والخبرات السابقة . 4 القدرة على اختيار الأفكار الصحيحة ؛ للاحتفاظ بها في الذاكرة .
رابعا : مهارة التذوق والنقد ، وتتصل بها العناصر الآتية : 1 حسن الاستماع والتفاعل مع المتحدث . 2 القدرة على مشاركة المتحدث عاطفيا . 3 القدرة على تمييز مواطن القوة ، والضعف في الحديث . 4 الحكم على الحديث في ضوء الخبرات السابقة ، وقبوله أو رفضه . 5 إدراك مدى أهمية الأفكار التي تضمنها الحديث ، ومدى صلاحيتها للتطبيق . 6 القدرة على التنبؤ بما سينتهي إليه الحديث .
تنمية مهارات الاستماع هذه مجموعة من المقترحات التي نأمل أن تسهم في تنمية هذه المهارات الهامة ، مع ضرورة التنبه إلى أن هذه المقترحات تخضع في تنفيذها لعدد من الاعتبارات أهمها : ا نوعية الأهداف السلوكية المطلوب تحقيقها ، وصياغتها صوغا إجرائيا . ب حسن إعداد البيئة التعليمية . ج مناسبة تلك البيئة لمستوى التلاميذ المهاري والمعرفي . وأهم هذه المقترحات هو :
أولا : كيفية تنمية مهارة التمييز بين الأفكار الرئيسة ، والأفكار الثانوية : 1 يقوم المعلم بعرض تسجيل لحوار معين ، أو قراءة جزء من موضوع ما ، ويطلب من التلاميذ : ذكر أسماء أشخاص الحوار . ذكر أكبر قدر من الحقائق التي استمعوا إليها . ترتيب الحقائق حسب ورودها في الحوار . ذكر المشاعر التي أثارها الحوار لديهم ، ومدى معايشتهم لها . ذكر المفردات التي لفتت انتباههم . ذكر التراكيب التي أعجبتهم . بيان أسلوب الحديث والوسائل التي استعان بها الكاتب في عرض أفكاره ؛ من طول أو قصر الجملة ، استخدام صور التوكيد ، التشبيهات أو الاستعارات ، الصور البديعة المختلفة . بيان العلاقة بين انفعال المتحدث وطريقة تعبيره . 2 كيفية تنمية قدرة التلاميذ على فهم معاني المفردات الصعبة ، واستخدامها في تراكيب مفيدة : كتابة معاني الكلمات الصعبة على السبورة . استعانة التلاميذ بالسياق في فهم معاني بعض الكلمات الجديدة . 3 كيفية تنمية القدرة على متابعة الحديث ، وربط عناصره بعضها ببعض : قراءة نص مكون من عدة فقرات مترابطة . مناقشة التلاميذ في الأفكار الواردة في الموضوع . تكليف التلاميذ وضع عناوين لفقرات الموضوع . مناقشة التلاميذ في العلاقة بين مقدمة الموضوع وخاتمته .
أسس تدريس الاستماع أولا : الانتباه : من المطالب الرئيسة لسمع الرسالة وتفسيرها ، وتحديد السلوك المترتب عليها . ثانيا : التخلص من المشتتات الشعورية واللاشعورية ، كالبعد عن مصادر الضوضاء ، والاستماع للمتحدث بدلا من الرسالة ، والمستمع الكفء هو من يقدر أهمية الاستماع الفعال ، ويعلم أنها تنقص كلما كان المستمع يعانى من متاعب جسدية أو نفسية . ثالثا : التدريس الفعال الذي يزيد من وعى التلاميذ بأساليب توجيه الانتباه ، وتجنب عوامل التشتت الذهني . رابعا : استرجاع الخبرات السابقة له أكبر الأثر في فهم الموضوع وتفسيره . خامسا : تكوين مهارة الاستماع النقدي بالتدريب على اكتشاف المتناقضات ، وأساليب الدعاية ، وأهداف المتحدث . سادسا : التدريب الجيد على فهم معاني الكلمات من السياق ، حيث يتعذر على المرء استعمال القاموس أثناء الاستماع . سابعا : مما يعوق الاستماع أن تفكير المستمع يسبق المتحدث ، مما يتطلب من المستمع توظيفه في إبعاد المشتتات ، وخدمة الاستماع الفعال .
خطوات درس الاستماع التمهيد : تهيئة أذهان التلاميذ لدرس الاستماع ، وذلك بإيضاح أهمية الدرس ، وطبيعة المادة العلمية التي ستقدم إليهم ، ثم تعيين المهارة التي يراد التدريب عليها ، كاستخراج الأفكار الأساسية ، والتمييز بينها وبين الأفكار الثانوية .
العرض : تقديم المادة وما يتناسب والهدف المراد تحقيقه ، كالإبطاء أو الإسراع في القراءة ، أو التوقف قليلا عند نهاية الفقرة ، وما إلى ذلك . توفير كل ما يمكن أن يساعد على تحقيق أهداف الدرس ، كتوضيح معاني الكلمات الجديدة ، أو المصطلحات غير المألوفة ، والابتعاد عن مواطن التشتت الذهني . مناقشة التلاميذ فيما استمعوا إليه ، بوساطة طرح الأسئلة التي توصل إلى تحقيق الأهداف . تقويم التحصيل بطرح أسئلة أكثر عمقا ، لها ارتباط في صياغتها بالأهداف السلوكية ، التي سبق تحديدها عند إعداد الدرس . ويشترط في هذه الأسئلة أن تكون شاملة لجميع الأهداف ، وقادرة على قياس ما وضعت له فقط .
توجيهات عامة في تدريس الاستماع : 1 ينبغي للمعلم أن يكون دائما قدوة لتلاميذه ، وفى درس الاستماع ينبغي على التلاميذ أن يقتدوا بمعلمهم في حسن الانتباه ، والإنصات ، وعدم مقاطعة المتحدث ، أو القارئ قبل أن ينتهي إلا لتنبيهه إلى خطأ لا يجوز السكوت عنه . 2 التخطيط الجيد للدرس ، ووضوح الأهداف المطلوب تحقيقها بدقة متناهية . 3 انتقاء النصوص الشيقة الملائمة لمستوى التلاميذ ، واختيار المواقف اللغوية المعينة على تحقيق الأهداف المنشودة . 4 تهيئة الإمكانات المساعدة على تحقيق الأهداف ، كالبعد عن الضوضاء ، والإلقاء الجيد ، واستخدام الوسائل التعليمية الملائمة .
إحصائيات تتعلق بالاستماع : أولا : تبث من خلال الأبحاث العلمية أن الفرد العادي يستغرق في الاستماع ثلاثة أمثال الوقت الذي يمضيه في القراءة .
ثانيا : أجرى أحد الباحثين دراسة في العلاقة بين المهارات اللغوية ، ومدى ممارسة كل منها ، فتوصل إلى النتائج التالية : 1 يستمع المرء يوميا بمقدار يعادل كتابا متوسط الحجم . 2 يتحدث بما يعادل كتابا كل أسبوع . 3 يقرأ ما يساوى كتابا كل شهر . 4 يكتب ما يعادل كتابا كل عام .
ثالثا : استطلع أحد الباحثين نخبة من المعلمين حول ما يتعلمه الأطفال عن طريق الاستماع ، فكانت النتيجة ما يلي : 1 أن الأطفال يتعلمون عن طرق القراءة بنسبة 35 % من مجموع الزمن المخصص للتعلم . 2 يتعلمون عن طريق الكلام والمحادثة بنسبة 22 % من مجموع الزمن المخصص للتعلم . 3 يتعلمون عن طريق الاستماع بنسبة 25 % من مجموع الزمن المخصص للتعلم . 4 ويتعلمون عن طريق الكتابة بنسبة 17 % من مجموع الزمن المخصص للتعلم . وأخيرا وبعد أن علمنا ما لمهارة الاستماع من أهمية بالغة في رفع مستوى التحصيل الدراسي لدى التلاميذ ، نأمل من إخواننا المعلمين أن يستثمروا هذه المهارة ويوظفوها فيما يعود على أبنائنا التلاميذ بالنفع والفائدة ، والله الموفق .
تم بحمد الله
إعداد المشرف والمطور التربوي الدكتور : مسعد محمد زياد | |
|
الشجعان نائب المدير العام
عدد الرسائل : 121 العمر : 47 تاريخ التسجيل : 27/11/2007
| موضوع: رد: مهارات الاستماع و كيفية التدريب عليها الثلاثاء يناير 08, 2008 3:34 pm | |
| الاستماع فن وعلم يكتسب مع الممارسة والدربة ،لكن الانصات مرحلة متقدمة في حسن الاستماع . الاستماع بالجوارح والانصات بالقلب والتوجه الكلي . والله اعلم | |
|