meriem المشرفة
عدد الرسائل : 118 العمر : 41 تاريخ التسجيل : 27/11/2007
| موضوع: قصيدة للشيخ يوسف القرضاوى فى مدح الرسول صلى الله عليه وسلم الجمعة مارس 21, 2008 10:58 am | |
|
هو الرسول فكن في الشعر حسانا***** وصغ من القلب في ذكراه ألحانا ذكرى النبي الذي أحيا الهدى وكسا***** بالعلم والنور شعبًا كان عريانا أطلَّ فجر هداه والدجى عممُ***** بات الأنام وظلوا فيه عميانا هذا يصور تمثالاً ويعبده***** وذاك يعبد أحبارًا وكهَّانا الكون بحرٌ عميقٌ لا منار به***** لم يدرِ فيه بنو الإنسان شطئانا ويل الصغير وقد صار الورى سمكًا***** يسطو الكبير عليه غير خشيانا! فدولة الروم حوتٌ فاغرٌ فمه***** يطغى على تلكُم الأسماك طغيانا ودولة الفرس حوتٌ مثله كشرت***** أنيابه للورى بغيًا وعدوانا وحشيةٌ عمَّت الدنيا أظافرها***** جهالةٌ أصلت الأكوان نيرانا! الليل طال ألا فجر يبدده؟!***** ربَّاه.. أرسل لنا فلكًا وربانا! هناك لاح سنا المختار مؤتلقًا***** يهدي إلى الله أعجامًا وعربانا يتلو كتاب هدًى كان الإخاء له***** بدءًا وكان له التوحيد عنوانا لا كبر- فالناس إخوان سواسية***** لا ذلَّ إلا لمن سوَّاك إنسانا يقود دعوته في اليمِّ باخرةٌ***** تقل من أمَّها شيبًا وشبانا السلم رايتها والله غايتها***** لم تبغ إلا هدًى منه ورضوانا جرت بركبانها.. لا الريح زلزلها***** ولا يد الموج مهما ثار بركانا وكم أراد العِدا إضلالها عبثًا***** وحاول خرقها بالعنف أزمانا واها! أتُخرق والرحمن صانعها؟***** والله حارسها من كل من خانا؟! أم هل تضل سفين "بيت إبرتها"***** وحي من الله يهدي كل حيرانا؟! أم كيف لا تصل الشطئان باخرةٌ***** ربانها خير خلق الله إنسانا؟! تلك الرواية والَهْفِي ممثلةٌ***** في العالم اليوم في بلدانه الآنا إن يختلف الاسم فالموضوع متَّحِدٌ***** مهما تلوَّنت الأشخاص ألوانا فالناس قد تَّخذوا الأهواء آلهةً *****إن كان قد تَّخذ الماضون أوثانا الشعب يعبد قوادًا تضلله***** كما يضلل ذو الإفلاس صبيانا والحاكمون غدا الكرسيُّ ربهمو***** يقدمون له الأوطان قربانا إن ماتت الفرس فالروسيا تمثلها***** أما ستالين فهو اليوم كِسرانا وإن تزل دولة الرومان فالتمسوا *****في الإنجليز وفي الأمريك رومانا وإن يمت قيصر فانظر لصورته***** وإن يكونوا همو في البحر حيتانا
يا خير من ربت الأبطال بعثته***** ومن بنى يهمو للحق أركانا خلفت جيلاً من الأصحاب سيرتهم***** تضوع بين الورى روحًا وريحانا كانت فتوحهمو برًّا ومرحمة***** كانت سياستهم عدلاً وإحسانا لم يعرفوا الدين أورادًا ومسبحةً***** بل أشربوا الدين محرابًا وميدانا فقل لمن ظن أن الدين منفصل***** عن السياسة: خذ يا غرُّ برهانا هل كان أحمد يومًا حلس صومعة***** أو كان أصحابه في الدير رهبانا؟! هل كان غير كتاب الله مرجعهم******أو كان غير رسول الله سلطانا؟! لا، بل مضى الدين دستورًا لدولتهم***** وأصبح الدين للأشخاص ميزانا يرضى النبي أبا بكر لدينهمو***** فيعلن الجمع: نرضاه لدنيانا
يا سيد الرسل طب نفسًا بطائفة***** باعوا إلى الله أرواحًا وأبدانا قادوا السفين فما ضلوا ولا وقفوا***** وكيف لا وقد اختاروك ربَّانا؟! أعطوا ضريبتهم للدين من دمهم***** والناس تزعم نصر الدين مجانا أعطوا ضريبتهم صبرًا على محن***** صاغت بلالاً وعمارًا وسلمانا عاشوا على الحب أفواهًا وأفئدةً***** باتوا على البؤس والنعماء إخوانا الله يعرفهم أنصار دعوته***** والناس تعرفهم للخير أعوانا والليل يعرفهم عُبَّاد هجعته***** والحرب تعرفهم في الروع فرسانا دستورهم لا فرنسا قننتْه ولا***** روما، ولكن قد اختاروه قرآنا زعيمهم خير خلق الله لا بشر***** إن يهد حينًا يضل القصد أحيانا! "الله أكبر".. ما زالت هتافهمو***** لا يسقطون ولا يحيون إنسانا
نشكو إلى الله أحزابًا مضللةً***** كم أوسعونا إشاعات وبهتانا ما زال فينا ألوف من أبي لهب***** يؤذون أهل الهدى بغيًا ونكرانا ما زال لابن سلول شيعةٌ كثروا***** أضحى النفاق لهم وَسْمًا وعنوانا يا رب إنا ظُلمنا فانتصر، وأنر***** طريقنا، واحبنا بالحق سلطانا نشكو إليك حكومات تكيد لنا***** كيدًا وتفتح للسكسون أحضانا تبيح للهو حانات وأندية***** تؤوي ذوي العهر شُرَّابًا ومُجَّانا فما لدور الهدى تبقى مُغلَّقةً؟***** يمسي فتاها غريب الدار حيرانا يا رب نصرك، فالطاغوت أشعلها***** حربًا على الدين إلحادًا وكفرانا
يا قوم قد أيد التاريخ حجتنا***** وحصحص الحق للمستبصر الآنا إنا أقمنا على إخلاص دعوتنا***** وصدقها ألف برهان وبرهانا لقد نفونا فقلنا: الماء أين جرى***** يحيي المَوات ويروي كل ظمآنا قالوا: إلى السجن، قلنا: شعبةٌ فُتِحت***** ليجمعونا بها في الله إخوانا قالوا: إلى الطور، قلنا: ذاك مؤتمر***** فيه نقرِّر ما يخشاه أعدانا! فهو المصلَّى نزكِّي فيه أنفسنا***** وهو المصيف نقوي فيه أبدانا معسكر صاغنا جندًا لمعركة***** ومعهد زادنا للحق تبيانا من حرَّموا الجمع منا فوقَ أربعةٍ***** ضموا الألوف بغاب الطور أُسدانا! راموه منفًى وتضييقًا، فكان لنا***** بنعمة الحب والإيمان بستانا! هذا هو الطور شاءوا أن نذوب به***** وشاء ربك أن نزداد إيمانا | |
|